القمص متياس تاوضروس
رجل كنسي:
ينتمي إلى عائلة عائلة القمامصة التي قدمت ومازالت تقدم أبنائها كهنة للعلي.
بدأ تعليمه في الكُتَّاب كما كانت العادة، فأتقن التعاليم الكنسية، وكان ولوعًا بالتسبحة والألحان، ومنحه الله صوتًا عذبًا حنونًا يتهلل سامعوه به.
بدأ خدمته الكنسية كشماس فالتف الشعب حوله. ولشدة تعلقه بالكنيسة جمع كل ما يمكنه من الكتب عنها وكوَّن لنفسه مكتبة خاصة ليزداد تعمقًا في معرفة الموضوعات الكنسية. اجتذبت مزاياه قلوب الشعب فألحوا في رسامته كاهنًا لهم، فرفض طلبهم مرارًا لتواضعه ولإدراكه بعِظَم المسئولية الموضوعة على الكاهن، إلا أنه سلم حياته بجملتها إلى الإرادة الإلهية.
روح النبوة:
كان الأنبا مرقس مطران الأقصر وإسنا وأسوان لا يقبل وساطة إنسان مهما عَلَت مكانته مؤكدًا أن الكهنوت ليس مسئولية كبرى، وشاء الرب أن يعلن له في رؤيا عن جدارة هذا الشماس ومن ثَمَّ رسمه في 7 مارس سنة 1930 م. باسم متياس، وقد خدم في كنيسة دير المحارب وكنيستي السيدة العذراء بالمريس وأرمنت وفي كنيسة يوحنا الحبيب بالضبعية وكنيسة الملاك ميخائيل بالأقالته، إذ كان يتبادل الخدمة بهذه الكنائس مع أقاربه الكهنة وكلها تقع على الضفة الغربية من النيل.
كان قلب القمص متياس يفيض محبة لشعبه ولاخوته الكهنة وكان يحس بأحاسيس الغير من غير أن يكاشفوه بها بل حتى أن كانوا بعيدين عنه أيضًا. كذلك منحه الله معرفة الأمور قبل حدوثها، فمثلا حين تنيح الأنبا إبرآم أسقف الأقصر انتدب البابا شنودة الثالث الأنبا أغاثون أسقف الإسماعيلية لرعاية الشعب إلى أن يُرسَم الأسقف المختار، وفي ذات صباح بينما كان الكهنة مجتمعين قال لهم الأنبا أغاثون: "صلوا لكي يمنحكم الله راعيًا صالحًا ساهرًا"، فأجابه القمص متياس ببساطة وتلقائية مشيرًا إلى الراهب أنجيلوس المرافق للأسقف: "ها هو أسقفنا المبارك في وسطنا. أنه هو الذي سيحمل عبء الرياسة الكهنوتية". وقد تحققت كلمته.
نياحته:
علم القمص متياس بالروح موعد انتقاله إلى الفردوس فمرض بضعة أيام، وأراد القس بسادة أن يدعو له طبيبًا فرفض قائلا: "يا ولدي لا تتعب نفسك لأنني مسافر إلى السماء". ولما اشتد عليه المرض ازداد فرحه، وكان يتلذذ آنذاك بترنيم ترنيمة الأحد الثالث من الصوم الكبير. وقبل نياحته بأسبوع ظهرت له السيدة العذراء ومعها مار جرجس وقالت له: "يا متياس سأريحك من هذا العالم"، وأضاف مار جرجس: "سنأتيك يوم الخميس لاستصحابك معنا". وفي اليوم المعين الموافق 27 يوليو سنة 1980 م. انتقل إلى السماء في هدوء وسلام.
العيد يوم 18 أبيب.