[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماذا سيحدث لو توقفت الأرض عن الدوران؟
رجوعاً إلى عام 1978، يشاهد رواد السينما فيلماً مذهلاً: سوبرمان يعكس اتجاه دوران الأرض، حيث كان يهدف لعكس الزمن لإنقاذ حبيبته لويس. بالطبع هذه العملية منافية للعقل، و لكن ما هو الجواب الذي يتوافق مع عقولنا؟ ماذا لو توقف الأرض عن الدوران بالكامل؟ ماذا سيحدث؟ دعونا نضع فرضياتنا المُسلم بأنها بعيدة المنال.
أولاً دعونا نفترض بأن الأرض تتوقف عن الدوران بشكل تدريجي، هذا التباطئ المفاجئ يعني كارثة ما ستحصل.
ثانياً سنفترض بأن هذا التباطئ لم يُحدث كارثة و أن النظم الأيكولوجية الأرضية لم تتأثر بهذا التباطئ، فكيف سيبدو العالم حين ذاك؟ و كما في القطبين الشمالي و الجنوبي فإن كل منطقة تواجه مواسم مختلفة و لكن تقلبات الحرارة من موسم إلى موسم سيكون أكبر بكثير للمناطق الواقعة على طول خط الإستواء، حيث أن بعض المناطق الإستوائية التي هي في مواجهة الشمس ستكون درجات الحرارة فيها عالية جداً بشكل متزايد دون أن يحل عليها الظلام في حين أن المناطق المقابلة لها على خط الإستواء ستشهد ليلاُ لا نهار له ودرجات حرارة تصل لما دون الصفر و ستستمر في الإنخفاض. و بالتالي ستضطرب الحياة في كلا الجانبين و عدم القدرة على التكيف. في الحقيقة، فإن دوران الأرض يُحافظ على الحدود بين المياه و اليابسة و ذلك بسبب قوة الطرد المركزية للأرض و لكن في حالة توقف الأرض عن الدوران ستنهار هذه الحدود و هذا يعني تشكل مناطق جديدة لليابسة على سطح الأرض.
ماذا عن المجال المغناطيسي للأرض؟
لا نعلم كيف يتم توليد المجال المغناطيسي - المجال المغناطيسي للكرة الأرضية يحميها من العواصف الشمسية الضارة-، و ربما يسبب توقف الأرض عن الدوران في زوال المجال المغناطيسي للكرة الأرضية. واحدة من النظريات تشير إلى أن هذا المجال المغناطيسي نتيجة لدوران الجزئ الداخلي للأرض بشكل أسرع قليلاً من الجزئ الخارجي ( اي تناوبين مختلفين على كوكب واحد) و بالتالي إذا توقف كلا منهم عن الدوران سيختفي المجال المغناطيسي و هذا يعني تعرضنا للرياح الشمسية الضارة.[ المصدر Cain]. فهل نستطيع العيش على كوكب لفترة طويلة و نتحمل و نتكيف مع البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة، نتحمل العيش في ليلٍ بلا نهار أو في نهارٍ بلا ليل؟ ربما يقول البعض بامكانية التكيف في هذه الأجواء من خلال المصابيح أو اجهزة التكييف، ماذا عن المحاصيل و الحيوانات البرية؟ ربما يكون هنالك حلٌ لخلق بيئة مثالية تشابه حال الأرض قبل توقفها عن الدوران. و لكن سؤالي هنا لكم من الوقت نستطيع تحمل ذلك و هل ستبقى الأرض جيولوجياً كما هي؟ بالطبع لن تبقى الأرض جيولوجياً كما هي فتعاقب الليل و النهار و دوران الأرض حول نفسها و دوران القمر حولها و دورانهم حول الشمس سبب في حدوث المد و الجزر. و عند حدوث خلل في هذاالنظام يعني ذلك توقف هذه الظاهرة و بالتالي غرق لمناطق على سطح الكوكب في المياه. أما على صعيد ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الإستوائية فهذا يعني ارتفاع الحرارة في داخل الأرض و الذي يؤدي بدوره إلى حدوث البراكين و الزلازل بسبب الإنزلاقات في الكتلة الداخلية بفعل الحرارة العالية.
ما الذي يجعل الأرض تدور حول نفسها؟
منذ القِدم اعتقد اجدادنا بان الشمس هي التي تدور حول الأرض و ليس العكس و السبب في ذلك هو عدم شعورهم بالدوران حول مركز الأرض بسرعة مئات الأميال في الساعة و لكن مع التقدم العلمي أصبح من المؤكد هو دوران الأرض حول الشمس . و لكن لماذا ليس العكس؟ هل تتذكر قانون نيوتن الأول للحركة؟ ينص قانون نيوتن الأول على أن الجسم يبقى في حالة الحركة أو السكون ما لم تؤثر عليه قوة تغير من حالته. طبقاً للنظرية فإن الأرض تدور ليومنا هذا بسبب دورانها منذ بدايتها و ستبقى على ذلك لحين حدوث ما يؤثر على حركتها. فقبل وجود كواكب في مجموعتنا الشمسية، كان هناك ما يسمى بالمغزل، سحابة غامضة من الغبار كانت تدور حول شمسنا بسبب قوة جاذبية الشمس، و مع مرور الوقت و بسبب تصادم جزيئات الغبار ببعضها البعض التي أدت إلى تماسك هذه الجزيئات ببعضها لتشكل الصخور و في نهاية المطاف الكواكب ، تُسمى هذه العملية باسم عملية التراكم.
كم هي سرعة دوران الأرض حول نفسها؟
حينما يُطلب منك قياس حركة جسم فإنك ستتذكر بأن سرعة جسم هي المسافة التي يقطعها في زمن معين. و لكن قياس سرعة جسيم يدور حول نفسه كالأرض عملية أكثر تعقيداً. فهي أمر نسبي ،فسرعة دوران الأرض في مركز أحد القطبين ليست بنفس السرعة على طول خط الإستواء حيث تصل السرعة على خط الإستواء إلى 1,036 ميل في الساعة (1667 كم في الساعة) [المصدر: Esri] و هذه السرعة أسرع من سرعة الصوت و هذا أحد اسباب لإطلاق الصواريخ الفضائية في اتجاه الشرق. [NASA].
هل يوجد مُؤثر يعمل على إبطاء دوران الأرض؟
قوى المد و الجزر التي تحدث بسبب دوران الأرض حول الشمس و دوران القمر حول الأرض و دوران الأرض حول نفسها يؤثر على سرعة الأرض حيث يزداد طول اليوم بمعدل 2.3 ميلي ثانية كل قرن [ Lunar and Planetary Institute, Ray]. كما و تؤثر عوامل الطقس أيضاً على سرعة دوران الأرض حول نفسها حيث تعمل الرياح كمكابح على سطح هذا الكوكب و تؤثر أيضاً الفوضى التي تُحدثها الزلازل على سرعة دوران الكوكب من خلال إعادة توزيع كتلة الأرض. فبسبب الزلزال الذي ضرب اليابان في العام 2011 أدى إلى زيادة سرعة الأرض بسبب إزاحة الكتلة في إتجاه خط الإستواء و بالتالي فقد قصر طول اليوم ب 1.8 ميكرو ثانية [ CBS News].