تسالونيكي:
تدعي حاليا ( سالونيك ). كانت عاصمة مقاطعات مكدونية باليونان وأحد المراكز التجارية الهامة . انجذب إليها كبار تجار اليهود ، وكان لهم مجمع فيها ( أع17: 1) .
في الرحلة الثانية: [1]
أسس بها بولس كنيسة أثناء رحلته الثانية حوالي سنه 52م بعد خدمته في فليبي . كرز بها ثلاثة سبوت ( أع17: 2و3) وهجم اليهود علي بيت ياسون أحد المهتدين وحوكم وأطلق سراحه بكفالة ( أع17: 9) . غادر بولس وسيلا وتيموثاوس تسالونيكي إلى بيرية حيث ترك سيلا وتيموثاوس في بيرية وذهب بولس إلى أثينا [2] ( أع7: 14و15) ومن المؤكد أن تيموثاوس لحق به وهو في أثينا . ثم أرسله إلى تسالونيكي (1تس3: 1و2)
ثم عاد تيموثاوس إلى بولس الذي كان مقيماً في كورنثوس وقدم تقريره عن تسالونيكي ( أع18: 5) وكان التقرير مرضياً في جملته. فقد كانت الكنيسة قوية في الإيمان والمحبة (1تس3: 6) وكانت صابرة علي الرغم من الضيق والاضطهاد وكان الوثنيون في تسالونيكي يضطهدون الكنيسة (1تس 2: 14) .
كاتب الرسالة :
كتبها بولس الرسول من كورنثوس حوالي سنه 52م وهي أولى رسائل بولس الرسول [3]
الداعي إلى كتابتها :
كان بولس الرسول قد ترك تسالونيكي فجأة لسبب هياج اليهود عليه ( أع17: 1-13) . فأرسل إليهم تيموثاوس، فلما رجع تيموثاوس اخبره بثباتهم في الإيمان . ويبدو انه اخبر بولس ببعض النقائص كالحزن المفرط علي الموتى . فكتب القديس بولس:
·ليعلن سروره بما سمع بخصوص ثباتهم في الإيمان.
· ويوصيهم بعدم الإفراط في الحزن (1تس4: 13).
·كما أكد لهم أن الراقدين سيقومون عند المجيء الثاني للمسيح.
سماتها :
أهم ما ورد في هذه الرسالة: ما قاله عن:
·قيامة المسيح
· ومجيئه الثاني
·قيامة الأموات ( 1تس 4: 14)
·وعدم الإفراط في الحزن ( 1تس 4: 13)
· وضرورة السهر الروحي والاستعداد لهذا المجيء (1تس5: 1-11)
أقسامها :
(1)القسم التاريخي ( ص 1، 2، 3)
(2)القسم العملي ( التعليمي ) ( ص 4و5) : السلوك كما يليق في حياة القداسة والمحبة وتعزيه الحزانى من جهة الراقدين .
محتوياتها
الأصحاح الأول:
(1)مقدمة الرسالة والتحية ( 1: 1)
(2)شكر وصلاة من اجل أهل تسالونيكي ( ع 2-10)
الأصحاح الثاني:
(1)خدمة بولس الرسول في تسالونيكي ( ع 1-12)
(2) معاناة المؤمنين في تسالونيكي ( ع 13 – 20) .
الأصحاح الثالث:
(1)إرسال تيموثاوس ورجوعه بأخبار معزية عن ثباتهم في الإيمان ( ع 1-10)
(2)صلاة بولس الرسول من أجلهم ( ع 11-13) .
الأصحاح الرابع:
(1) توصيات ونصائح : حياة ترضي الله – السلوك كما يليق ـ حياة القداسة والمحبة ( ع 1-12)
(2) الرجاء والعزاء : تعزية الحزانى من جهة الراقدين بالمجيء الثاني للرب ( ع 13-18)
الأصحاح الخامس:
(1) الاستعداد والسهر الروحي للمجيء الثاني للرب (ع1-11)
(2) توصيات لعلاقاتهم مع بعضهم البعض ( ع12-22)
(3)تحية ختامية والسلام الرسولي ( ع 23-28)
شرح بعض الآيات
[1] الذي أقامه الله
(1تس1: 9و10)
" يسوع المسيح الذي أقامه الله من بين الأموات "
المسيح مات بالجسد ، أما الجوهر الإلهي المتجسد بذلك الجسد أقامه حيا من بين الأموات ( اللاهوت أقام الناسوت). تنسب قيامة المسيح إلى الآب ( أع2: 24، 5: 30 ) ، والي المسيح (يو2: 19، 10: 17و18) ، والي الروح القدس (رو8: 11، 1بط3: 18)لان الجوهر الإلهي واحد .
[2] وإنما عاقنا الشيطان
(1تس2: 18)
المرجح أن الذين عاقوه ظاهراً هم الناس الأشرار ولكنه تحقق أن الشيطان هو الذي حملهم علي ذلك . قارن (رو1: 13، أع16: 6، دا10: 13)
[3] الله وربنا يسوع
( 1تس 3: 11)
" والله نفسه أبونا وربنا يسوع المسيح يهدي طريقنا إليكم"
انظر أيضا ( 2تس 2: 16و17) .
الله وربنا يسوع المسيح واحد والفعل جاء معهما بالمفرد دليل علي وحدة الجوهر ( يو10 : 30) ولقد وجه بولس الرسول صلاته إلى المسيح كما وجهها إلى الآب ، لان المسيح هو الله .
[4] الأحياء الباقين إلى مجيء الرب
( 1تس 4: 15)
" إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين ".
الأحياء : كل المؤمنين الباقين في الجسد أحياء عند مجيء المسيح للدينونة . لا نسبق الراقدين : أي لا ندخل في حضرة الرب ونتمتع ببركات مجيئه ولا نختطف قبل قيامة الموتى
[5] بهتاف بصوت رئيس ملائكة
( 1تس 4: 16)
غاية الصوت إما دعوة سائر الملائكة الذين شاهدوا خلق العالم ( أي 38: 7) واشتركوا في إعطاء الشريعة (أع7: 53، غل3: 19) ، ولهم خدمة في إجراء الدينونة (مت13: 41، 24: 31). وإما دعوة الأحياء والأموات ( الذين سيقيمهم المسيح) (يو5:28 و29) إلي الامتثال ( المثول ) في حضرة المسيح .
[6] الأموات في المسيح سيقومون أولا
( 1تس 4: 16)
أي قبل أن يتغير ويخطف المؤمنون الأحياء في السحب وكلام الرسول هنا علي مجرد قيامة المؤمنين كالكلام في بشارة لوقا عن قيامة الأبرار ( لو 14: 14) . والمعروف أن القيامة عامة للجميع أي للأبرار والأشرار ( يو5: 29 ، مت 25: 32 – أع24: 15) .
ملاحظات
· قيامة الأموات: إش26: 19، دا12: 2، 3، خر3، أع24: 15، يو5: 28، 29، يو11: 20ـ24، أع23: 6
· قيامة الأبرار ( لو 14: 14) : هي قيامة واحدة لها وجهان أحدهما منير هو قيامة الأبرار للمكافأة . وثانيهما مظلم هو قيامة الأشرار للدينونة ( يو5: 29) .
·قيامة الأبرار : أي في اليوم الأخير الذي فيه يثيب الله الأتقياء علي كل أعمالهم الصالحة التي أتوها علي الأرض ( مت 10: 42، 25: 34 –36) .
·ولا داعي للمسيح هنا إلى ذكر قيامة الأشرار ، ولهذا لم يذكرها . فلا يفهم من ذلك أن الأشرار لا يقومون أو انهم يقومون في وقت آخر . القيامة عامة للجميع ولكن الأشرار لا يقومون قيامة مجيدة للسعادة والثواب ولكنهم يقومون للعذاب. أما الأبرار فهم الذين يكافأون وتسمي قيامتهم ( قيامة الحياة) (يو5: 29) لذلك " لا يقوم الأشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار " (مز1: 5) أي انهم لا ينتصبون أمام الله، أي لا يقومون قيامة الوجود الدائم في حضرة الله، أي لا تقوم لهم قائمه لأنهم سيكونون في خزي وفي خجل"
· الأبرار يقومون بجسد خالد ممجد أما الأشرار فيقومون بجسد خالد.
· الملاك المبوق بالقيامة: ميخائيل رئيس السمائيين (ذوكصولوجية الملاك ميخائيل تقال في الخمسين . الإبصلمودية ص563). وجاء في ذوكصولوجية رئيس الملائكة سوريال في الإبصلمودية ص339 عبارة: ( سوريال المبوق). انظر كتاب (المبوق للدهور الآتية رئيس الملائكة الجليل سوريال المبوق إعداد راهب بدير السريان تقديم نيافة الأنبا متاؤس.)